الصفحة الرئيسية  قضايا و حوادث

قضايا و حوادث سيدي بوزيد: البوليس السياسي في حلّته "الجمهونوفمبرية" يحدث الرّعب وسط النّشطاء ويهدّدهم إن لم يخضعوا

نشر في  18 ماي 2014  (10:42)

دون سابق اشعار وبين ليلة وضحاها، في وضح الثّورة يفاجئ الشّعب التّونسي بالعودة العلنية لعمل مؤسّسة البوليس السّياسي من الباب الأمامي للثّورة. ففي بداية هذا الأسبوع وبالتّحديد في أول أيّام الملتقى الدولي حول صورة المرأة في الإعلام المنتظم في معتمدية الرّقاب من ولاية سيدي بوزيد من يوم 13 إلى17 ماي الجاري -والذي تنظّمه جمعية صوت حوّاء بالشّراكة مع جمعية حرّية وتنمية ومؤسّسة محمّد بالمفتي للعدالة والحرّيات- تفطّن منظّمو هذا الملتقى الى حضور أحد الغرباء عن المجموعة خاصّة وأنّ الجلسات الأولى لهذا الملتقى مغلقة فكل الحاضرين إستجابوا لدعوة رسمية من المشرفين، الشّي الذي أثار فيهم الشّك خاصّة أنّ هذا الشّاب يجالس الضّيوف ويحادثهم.

فتوجّه له احد المنظّمين ليستفسره عن هويته ليجيبه: "أنا أمني" بالرّغم من انّه كان يرتدي زيّا مدنيا، ولمّا سأله عن سبب تواجده أجابه حرفيّا "نخدم في خدمتي" وقبل خروجه قام مسيّرو الملتقى بالإتّصال بمعتمد الجهة الذي أكّد أنه لم يكن على علم بذلك واعتذر منهم شأنه شأن رئيس منطقة الحرس الوطني الذي اتّصل لاحقا ليعتذر ويقّر بأنّ عون الامن الذي كان حاضرا هو مبعوثهم بغية مراقبة ورصد حيثيّات الملتقى.

وبتلقّيه مكالمة هاتفيّة قصيرة، غادر الأمني قاعة الملتقى وبكلّ ثقة بالنّفس قام بارتداء شارة أعوان الأمن البيضاء والتي توضع على مستوى الظّهر..

في تصريحهم لموقع "الجمهورية"، عبّر المنظّمون عن استيائهم الكبير من عودة هذه التصرفات الأمنية وخاصّة من مسؤولي الجهة الذي برهنوا أنّهم بعيدين كلّ البعد عن الدولة الدّيمقراطية الحرّة والتي تسعى لبناء لمؤسّسة الأمن الجمهوري.

أيّام قليلة من بعد، وبالتحديد مساء يوم أمس السّبت 17 ماي 2014 تبيّن لنا أكثر أن المؤسّسة الأمنية بسيدي بوزيد عادت للعمل على طريقة المدرسة النّوفمبرية حيت تلقّت النّاشطة "مريم هاني" مكالمات هاتفيّة من رقم خاصّ، تهدّدها بمستقبلها وبحياتها حيث أكّدت لنا "مريم" أنّها تلقّت اكثر من مكالمة واحدة ومن بين التهديدات التي طالتها ذكرت أنّه فيل لها بالحرف الواحد: "نحّي المقالات إلّي تكتب فيهم خيرلك ونحّي إلّي كتبتو على الأمن وأركح على روحك خيرلك.. راك السنة هاذي باكالوريا وإلا راهو باش يصير فيك".

وفترة قصيرة بعد تلقّيها هذه المكالمات توافدت عليها مكالمات هاتفية ورسائل على شبكة التّواصل الإجتماعي"فايسبوك" من أصدقائها أصيلي منطقة سيدي بوزيد ليعلموها بأنّ مجموعة من اعوان الأمن يستقصون عنها وحتّى عن مقرّ سكنها وهو الامر الذي أدخل فيها حالة من الرّعب خاصّة انّها ستكون حاضرة في الوقفة الإحتجاجية المساندة والمندّدة بإيقاف المدوّن "عزيز عمامي" والمزمع تنفيذها صباح يوم الإثنين 19 ماي 2014 أمام منطقة الأمن بسيدي بوزيد.

هذا وعلمت "الجمهوريّة" أنّ شابيّن آخرين تلقّيا تهديدات جرّاء تعبيرهم على مساندتهم لـ"عمامي" ورفضهم التمشي الأمني في قمع المتظاهرين، وقد تم تهديد الشاب الأول والذي يدعى "م" عن طريق والده أمّا الثّاني"س" فقد تمّ تهديد بنفس الطّريقة الأولى وهي المكالمات الهاتفية.

علي العبيدي